ومن كانت مودته بشره كان كالريح في تصرفها ثم نظرت في فقالت كأنك يا عراقي أعجبت بكلام أهل البدر ثم قالت لابنها اذا هززت فهز كريما فان الكريم يهتز لهزتك وإياك واللئيم فانه صخرة لا ينفجر ماؤها وإياك والعذر فانه أقبح ما تعومل به وعليك بالوفاء ففيه النماء وكن بمالك جوادا وبدينك شحيحا ومن أعطى السخاء والحلم فقد استجاد الحلة ريطتها وسربالها إنهض على اسم الله .
وقال اعرابي لرجل مطله في حاجة ان مثل الظفر بالحاجة تعجيل اليأس منها اذا عسر قضاؤها وان الطلب وان قل اعظم قدرا من الحاجة وان عظمت والمطل من غير عسر آفة الجود .
خطب الفضل الرقاشي الى قوم من بني تميم فخطب لنفسه فلما فرغ قام أعرابي منهم فقال توسلت بحرمة وأدليت بحق واستندت الىخير ودعوت الى سنة ففرضك مقبول وما سألت مبذول وحاجتك مقضية ان شاء الله تعالى قال الفضل لو كان الاعرابي حمد الله في اول كلامه وصلى على النبي لفضحني يومئذ .
وصية الملك المنذر لولي عهده .
قال المدائني قال المنذر بن المنذر لماحارب غسان بالشام لابنه النعمان يوصيه إياك واطراح الاخوان واطراف المعرفة وإياك وملاحاة الملول وممازحة السفيه وعليك بطول الخلوة والإكثار من السمر والبس من القشر ما يزينك في نفسك ومروءتك واعمل ان جماع الخير كله الحياء فعليك به وتواضع في نفسك وانخدع في مالك واعلم ان السكوت عن الامر الذي يعنيك خير من الكلام فاذا اضطررت اليه فتحر الصدق والايجاز تسلم ان شاء الله تعالى .
كلام في تعزية بعض الملوك .
قال ان الخلق للخالق والشكر للمنعم والتسليم للقادر ولا بد مما هو كائن وقد جاء ما لا يرد ولا سبيل الى رد ما قد فات وقد اقام معك ما سيذهب او ستتركه فما الجزع مما لا بد منه وما الطمع فيما لا يرجى وما الحيلة فيماسينقل عنك او تنقل عنه وقد مضت أصول نحن فروعها فما بقاء