ومثله قول النابغة .
( ولست بمستبق أخا لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب ) .
ومثله قول بشار .
( فعش واحدا أو صل أخاك فإنه ... مقارف ذنب مرة ومجانبه ) .
وما أحلى ما قال بعده .
( إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ... ظمئت وأي الناس تصفوا مشاربه ) .
وقول أبي تمام .
( فلو صورت نفسك لم تزدها ... على ما فيك من كرم الطباع ) .
وكقوله .
( نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحب إلا للحبيب الأول ) .
وذكر ابن أبي الأصبع في كتابه المسمى بتحرير التحبير إنه استخرج أمثال أبي تمام من شعره فوجدها تسعين نصفا وثلثمائة بيت وأربعة وخمسين بيتا واستوعب أمثال أبي الطيب المتنبي فوجدها مائة نصف وثلاثة وسبعين نصفا وأربعمائة بيت ولكنه أخرج من أمثال أبي الطيب ما ولده من أمثال أبي تمام وصدر الجميع بما وقع في الكتاب العزيز من الأمثال بزيادات على ذلك وهي أمثال الأشعار السنية والحماسة وأمثال أبي نواس بعد أن ألحق أمثال القرآن بأمثال دواوين الإسلام السنية وختم الجميع بأمثال العامة في كتاب الأمثال له .
ومما سار من أمثال الطغرائي في لامية العجم قوله .
( حب السلامة يثني عزم صاحبه ... عن المعالي ويغري المرء بالكسل ) .
( لو أن في شرف المأوى بلوغ مني ... لم تبرح الشمس يوما دارة الحمل ) .
( أعلل النفس بالآمال أرقبها ... ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ) .
( وعادة النصل أن يزهى بجوهره ... وليس يعمل إلا في يدي بطل ) .
( ما كنت أوثر أن يمتد بي زمني ... حتى أرى دولة الأوغاد والسفل )