( فأما تميم تميم بن مر ... فألفاهم القوم روبى نياما ) .
ولولا الإطالة لذكرت ما دخل فيما أوردته من الزحاف وقد أوردت هنا خمسة عشر بحرا ولم أذكر المتدارك إذ هو محدث اخترعه المتأخرون ولم تعرفه العرب في الزمن المتقدم وهو خارج عن الخمسة عشر بحرا وقال ابن الحاجب في عروضه .
( وخمسة عشر دون ما متدارك ... وما عده منها الخليل فعدلا ) .
الانسجام في الشعر .
انتهى ما أوردته من الانسجام المنثور وأما الانسجام في النظم فقد تقدم وتقرر أن أصحاب المذهب الغرامي هم سكان بيوته العامرة وكناس آرامه التي هي غير نافرة .
ولكن العرب على كل تقدير ملوك هذا الشان وقلائد هذا العقيان .
وقد عن لي أن أذكر هنا ما فروا به من وعر التركيب وشرعوه في أبياتهم على سهل الانسجام وأركض في أثر هذه الأبيات بسوابق الفحول فإنها أبيات لها حرمة وذمام وأعرج بعد ذلك على البيوت الغرامية وأتنسم أخبار الهوى العذري من بين تلك الخيام فمن الانسجام الذي وقع للعرب وكاد أن يسيل رقة لسهولته قول امرئ القيس في معلقته .
( أغرك مني أن حبك قاتلي ... وأنك مهما تأمري القلب يفعل ) .
وقوله من غير المعلقة .
( أجارتنا إنا غريبان ههنا ... وكل غريب للغريب نسيب ) .
ومثله في الانسجام والرقة قول طرفة بن العبد في معلقته .
( فإن كنت لا تسطيع دفع منيتي ... فدعني أبادرها بما ملكت يدي ) .
ومثله قوله منها .
( وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ... على الحر من وقع الحسام المهند ) .
ومثله قوله منها .
( فإن مت فانعيني بما أنا أهله ... وشقي علي الجيب يا أم معبد )