فكفاني وكفافي هو اللاحق الذي لا يلحق .
وهنا نكتة لطيفة تؤيد قول البحتري في بيته الأول وهو .
( عجب الناس لاعتزالي وفي الأطراف ... تلفى منازل الأشراف ) .
قيل لبعضهم في أي موضع في القرآن الأطراف منازل الأشراف فقال في قوله تعالى ( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين ) فهذا أشرفهم وكان ينزل من أقصى المدينة والأطراف والأشراف مما نحن فيه .
وما أحلى قول أبي هلال العسكري في اللاحق .
( أراعي تحت حاشية الدياجي ... شقائق وجنة سقيت مداما ) .
( وإن ذكرت لواحظ مقلتيه ... حسبت قلوبنا مطرت سهاما ) .
( وإن مالت بعطفيه شمول ... سقانا من شمائله سقاما ) .
انتهى الكلام على الجناس اللاحق والفرق بينه وبين المضارع ومن الناس من يسمي كل ما اختلف بحرف تجنيس التصريف سواء كان من المخرج أو من غيره ولكن رأيت استجلاء الفرق أنور ولا يشترط أن يكون الإبدال في الأول ولا في الوسط ولا في الآخر فإن جل القصد الإبدال كيفما اتفق وبيت الشيخ صفي الدين يشتمل على المذيل واللاحق وهو .
( أبيت والدمع هام هامل سرب ... والجسم في أضم لحم على وضم ) .
وبيت الشيخ عز الدين الموصلي .
( يذيل الدمع جار جارح بأذى ... كلاحق ماحق الآثار في الأكم ) .
قال شيخنا الشيخ شمس الدين الهيتي وقد تقدمت ترجمته لما أنشدته هذا البيت والذي قبله بعد حفظي لهما من المصنف بحماة لو عزا أحد هذين البيتين إلى الجان ما شككت في قوله .
وبيت بديعيتي