ذكر الترشيخ .
( يس زادت على لقمان حكمته ... وبان ترشيحه في نون والقلم ) .
هذا النوع أعني الترشيح هو أن يأتي المتكلم بكلمة لا تصلح لضرب من المحاسن حتى يؤتى بلفظه ترشحها وتؤهلها لذلك كقول التهامي في مرثيته المشهورة .
( وإذا رجوت المستحيل فإنما ... تبني الرجاء على شفير هار ) .
فلولا ذكر الشفير لما كان في الرجاء تورية برجا البئر ولكان من رجوت الأمر لقوله أولا وإذا رجوت المستحيل قلت وهذا النوع تقدم ذكره في باب التورية المرشحة وقد تقدم أيضا أن التورية أربعة أنواع مجردة ومرشحة ومهيأة ومبينة فالمرشحة هي التي يذكر فيها لازم من لوازم المورى به قبل لفظ التورية أو بعده وسميت مرشحة لترشيحها وتقويتها بذكر لازم المورى به وتقدم هذا في باب التورية المرشحة ولكن ذكروا في تكرير الترشيح هنا فائدة لم يكن لمكررها حلاوة وهي إذا قيل ما الفرق بين التورية والترشيح وقد جعلت مثاليهما واحدا قلت الفرق بينهما من وجهين أحدهما من أنواع البديع ما لا يحتاج إلى ترشيح وهي التورية المجردة المحضة والثاني أن الترشيح لا يختص بالتورية دون بقية الأبواب بل يعم المطابقة والاستعارة وغيرهما في كثير من الأبواب ألا ترى إلى قول أبي الطيب المتنبي .
( وخفوق قلب لو رأيت لهيبه ... يا جنتي لرأيت فيه جهنما )