ذكر الإرداف .
( وفي الوغى رادفوا لسن القنا سكنا ... من العدا في محل النطق بالكلم ) .
نوع الإرداف قالوا إنه هو والكناية شيء واحد قلت وإذا كان الأمر كذلك كان الواجب اختصارهما وإنما أئمة البديع كقدامة والحاتمي والرماني قالوا إن الفرق بينهما ظاهر والإرداف هو أن يريد المتكلم معنى فلا يعبر عنه بلفظه الموضوع له بل يعبر عنه بلفظ هو رديفه وتابعه كقوله تعالى ( واستوت على الجودي ) فإن حقيقة ذلك جلست على المكان فعدل عن اللفظ الخاص بالمعنى إلى لفظ هو رديفه وإنما عدل عن لفظ الحقيقة لما في الاستواء الذي هو لفظ الإرداف من الإشعار بجلوس متمكن لا زيغ فيه ولا ميل وهذا لا يحصل من لفظ جلست وقعدت ومن الأمثلة الشعرية على الإرداف قول أبي عبادة البحتري يصف طعنة .
( فأوجرته أخرى فأحللت نصلها ... بحيث يكون اللب والرعب والحقد ) .
ومراده القلب فذكره بلفظ الإرداف والفرق بين الإرداف وبين الكناية أن الإرداف قد تقرر أنه عبارة عن تبديل الكلمة بردفها والكناية هي العدول عن التصريح بذكر الشيء إلى ما يلزم لأن الإرداف ليس فيه انتقال من لازم إلى ملزوم والمراد بذلك انتقال المذكور إلى المتروك كما يقال فلان كثير الرماد ومراده نقله إلى ملزومه وهي كثرة الطبخ للأضياف