تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم ) ثم قال سبحانه وتعالى بعد ذلك ( وأما الذين ابيضت وجوههم ) .
ومن الأمثلة الواقعة بعد الجار والمجرور في باب التفسير قول شرف الدين القيرواني .
( لمختلفي الحاجات جمع ببابه ... فهذا له فن وهذا له فن ) .
( فللخامل العليا وللمعدم الغنى ... وللمذنب العقبى وللخائف الأمن ) ومما جاء من التفسير بعد المبتدأ قول ابن الرومي .
( آراؤكم ووجوهكم وسيوفكم ... في الحادثات إذا دجون نجوم ) .
( منها معالم للهدى ومصابح ... تجلو الدجى والأخريات رجوم ) .
قالوا إن هذا أبلغ ما وقع في التفسير من الأمثلة الشعرية فإنه راعى فيه الترتيب أحسن مراعاة ومن بديع هذا النوع قول محمد بن وهيب في المعتصم .
( ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها ... شمس الضحى وأبو إسحق والقمر ) ومثله في الحسن قول محمد بن شمس الخلافة .
( شيئان حدث بالقساوة عنهما ... قلب الذي يهواه قلبي والحجر ) .
( وثلاثة بالجود حدث عنهم ... البحر والملك المعظم والمطر ) .
ومن معجز التفسير ما جاء في الكتاب العزيز وهو قوله تعالى ( والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع ) فذكر سبحانه الجنس الأعلى أولا حيث قال كل دابة فاستغرق أجناس كل ما دب ودرج ثم فسر سبحانه هذا الجنس بعد ذلك بالأجناس المتوسطة والأنواع حيث قال فمنهم ومنهم ومنهم مراعيا للترتيب وذلك أنه قدم ما يمشي على غير آلة لكون الآية سيقت لبيان القدرة وتعجب السامع وما يمشي بغير آلة أعجب مما يمشي