( يا أيها الأستاذ يا من به ... يمسي كما أملته وقتي ) .
( خذ بيدي إني في محنة ... زلقت فيها في خرا تحتي ) .
وأما قول القاضي الفاضل في هذا الباب على طريقته الفاضلية فإنه عجيب وهو .
( لي عندكم دين ولكن هل له ... من طالب وفؤادي المرهون ) .
( فكأنني ألف ولام في الهوى ... وكأن موعد وصلكم تنوين ) .
ومثله قول مسلم بن الوليد .
( سريت بها حتى تجلت بغرة ... كغرة يحيى حين يذكر خالد ) .
وغاية الغايات في هذا الباب قول عبد المطلب جد النبي .
( لنا نفوس لنيل المجد عاشقة ... ولو تسلت أسلناها على الأسل ) .
( لا ينزل المجد إلا في منازلنا ... كالنوم ليس له مأوى سوى المقل ) .
أنظر إلى هذه البلاغة الهاشمية كيف جمعت بين حشمة الافتخار وتفخم الحماسة وبديع الافتنان وغريب الاستطراد ورقة الانسجام .
انتهى الكلام على بيت الشيخ صفي الدين الحلي .
وبيت العميان هو .
( قد أفصح الضب تصديقا لبعثته ... إفصاح قس وسمع القوم لم يهم ) .
وهذا البيت على طريق الشيخ صفي الدين الحلي فإن ناظمه قصد بذكر الأول التوصل إلى الثاني وبيت الشيخ عز الدين الموصلي هو .
( يستطرد الشوق خيل الدمع سابقة ... فيفضل السحب فضل العرب للعجم ) .
الذي أقوله إن الشيخ عز الدين C أحرز قصبات السبق بما استطرده هنا على الشيخ صفي الدين وعلى العميان مع التزامه بتسمية النوع المورى به من أنس الغزل ومراعاة جانب الرقة ونظم الاستطراد على الشرط المذكور وبيت بديعيتي هو .
( واستطردوا خيل شوقي عنهم فكبت ... وقصرت كليالينا بوصلهم ) .
وهذا البيت غريب ولا بد لأهل الأدب من تأهيل غريبه .
انتهى