فيكون مفهوم الخطاب بقيا حلمه لعدم من يصلح للوداعة ثم ادمج في ضمن الفخر الذي أدمجه في الغزل شكوى الزمان لقلة الأخوان بحيث أنه لم يبق منهم من يصلح لهذا الشان ومنه قول ابن المعتز في وصف الخيري .
( قد نقض العاشقون ما صنع الدهر ... بألوانهم على ورقه ) .
قصد وصف الخيري بالصفرة وأدمج فيه وصف ألوان العشاق .
وبيت الحلي في الإدماج قوله .
( لصدق قولك لو حب امرؤ حجرا ... لكان في الحشر عن مثواه لم يرم ) .
هذا البيت فيه إدماج سؤاله حسن المحشر في زمرة النبي في طي تصديقه الحديث المأثور عنه وبيت العميان .
( لهم أحاديث مجد كالرياض إذا ... أهدت نواسم أحيت دارس السلم ) .
قال الشيخ أبو جعفر الشارح إن الناظم جعل لهم أولا أحاديث مجد طيبة وأدمج في ذلك وصف الرياض وبيت الشيخ عز الدين الموصلي .
( أدمجت شكواي من ذنبي بمدحته ... عساك تشفع لي يا شافع الأمم ) .
الشيخ عز الدين ذكر أنه أدمج الشكوى من ذنبه لكل نوع الإدماج البديعي لا أعلم أين أدمجه والله أعلم وبيت بديعيتي .
( قد عز إدماج شوقي والدموع لها ... على بهار خدودي صبغة العنم ) .
هذا البيت أبدع من بيت ابن المعتز وفيه زيادة وإدماج اخر فإن ابن المعتز غاية قصده وصف الخيري بالصفرة وأدمج فيه ألوان العشاق وأنا قصدت شرح الحال في غرة إدماج الشوق بواسطة جريان الدمع وأدمجت في ذلك صفرة اللون وحمرة الدموع هذا ومحاسن التورية بتسمية النوع غير خافية على أهل الإنصاف من حذاق الأدب والله أعلم