المصحف لحنا ستقيمه العرب بألسنها إذ لا جائز أن يكون ذلك لحنا في اللفظ فقد أجمع الصحابة رضوان الله عليهم على أن ما بين دفتي المصحف قرآن ومحال أن يجتمعوا على لحن .
على أن هذه الرواية غير مشهورة عن عثمان Bه كما أشار إلى ذلك الشاطبي بقوله في الرائية .
( ومن روى ستقيم العرب ألسنتها ... لحنا به قول عثمان فما شهرا ) .
الصنف الثاني فصل الكلمة التامة وصلتها .
مثل أن يكتب وصل كتابك وأيدك الله مفصلات فيكتب وصل في آخر السطر وكتابك في أول الذي يليه أو يكتب أيدك في آخر سطر واسم الله تعالى في أول الذي يليه وما جرى مجرى ذلك .
قال في مواد البيان والأحسن تجنبه إذا أمكن فإن لم يمكن فيتجنب القبيح منه وهو الفصل بين المضاف والمضاف إليه كعبد الله وغلام زيد وما أشبه ذلك لأن المضاف والمضاف إليه بمنزلة الاسم الواحد والفصل بين الاسم وما يتلوه في النسب كقولك زيد بن محمد فلا يجوز أن يفصل بين الاسم والمنسوب إليه كما لا يجوز أن يفصل بين المضاف والمضاف إليه .
قال فإن كان المراد بلفظة ابن تثبيت البنوة كقولك لزيد ابن جاز قطع الابن عما تقدمه .
وكأنه إنما امتنع ذلك لأن لزيد لا يستقل بنفسه فلا يدخله لبس بخلاف غلام زيد ونحوه .
ثم قال ومما يقبح فصله الفصل بين كل اسمين جعلا اسما واحدا نحو حضرموت وتأبط شرا وذي يزن وأحد عشر .
قلت وباب الخط وأقلامه وحسن تدبيره متسع لا يسع استيفاؤه