قال الشيخ أبو عمرو الداني C وإلى هذا ذهب عامة أهل النقط واستدلوا على صحة ذلك بأن رسم هذه الكلمة كانت أولا لاما مبسوطة في طرفها ألف على هذه الصورة لا كنحو رسم ما أشبه ذلك مما هو على حرفين من سائر حروف المعجم مثل يا وها وما أشبههما إلا أنه استثقل رسم ذلك كذلك في اللام ألف خاصة لاعتدال طرفيه لمشابهة كتابة الأعاجم فحسن رسمه بالتضفير فضم أحد الطرفين إلى الآخر فأيهما ضم إلى صاحبه كانت الهمزة أولى ضرورة .
وتعتبر حقيقة ذلك بأن يؤخذ شيء من خيط ونحوه فيضفر ويخرج كل واحد من الطرفين إلى جهة ثم يقام الطرفان فيتبين من الوجهين أن الأول هو الثاني في الأصل وأن الثاني هو الأول لا محالة في التضفير .
وأيضا فقد اتفق أهل صناعة الخط من الكتاب القدماء وغيرهم على أنه يرسم الطرف الأيسر قبل الطرف الأيمن ولا يخالف ذلك إلا من جهل صناعة الرسم إذ هو بمنزلة من ابتدأ برسم الألف قبل الميم في ما وشبهه مما هو على حرفين فثبت بذلك أن الطرف الأول هو الهمزة وأن الطرف الثاني هو اللام إذ الأول في أصل القاعدة هو الثاني والثاني هو الأول على ما مر وإنما اختلف طرفاها من أجل التضفير .
وخالف الأخفش فزعم أن الطرف الأول هو اللام والطرف الثاني هو