القلزم وبحر الروم فلم يتأت له ذلك لارتفاع القلزم وانخفاض بحر الروم والله تعالى قد جعل بينهما حاجزا كما ذكر تعالى في كتابه .
قال ولما لم يتأت له ذلك احتفر خليجا آخر مما يلي بلاد تنيس ودمياط وجرى الماء فيه من بحر الروم إلى موضع يعرف بقيعان .
فكانت المراكب تدخل من بحر الروم إلى هذه القرية وتدخل من بحر القلزم إلى ذنب التمساح فيقرب ما في كل بحر إلى الآخر ثم ارتدم ذلك على طول الدهر .
وقد ذكر ابن سعيد أن عمرو بن العاص كان قد أراد أن يخرق بينهما من عند ذنب التمساح المتقدم ذكره فنهاه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب Bه وقال إذن يتخطف الروم الحجاج .
وذكر صاحب الروض المعطار أن الرشيد هم أن يوصل ما بين هذين البحرين من أصل مصب النيل من بحر بلاد الحبشة وأقاصي صعيد مصر فلم يتأت له قسمة ماء النيل فرام ذلك مما يلي بلاد الفرما فقال له يحيى بن خالد إن تم هذا تتخطف الناس من المسجد الحرام ومكة واحتج عليه بمنع عمر بن الخطاب عمرو بن العاص من ذلك فأمسك عنه .
ويتفرع من البحر الهندي بحران عظيمان مشهوران وهما بحر فارس والخليج البربري .
فأما بحر فارس فهو بحر ينبعث من بحر الهند المتقدم ذكره من شماليه ويمتد شمالا بميلة إلى الغرب غربي مفازة السند الفاصلة بينه وبين بحر الهند