مأكل الدنيا ولأهل الرفاهية بذلك فرحة وتتغالى فيه في ابتدائه مع أنه يجتمع في الحين الواحد من الفواكه والرياحين ما لا يحتاج معه في زمنه إلى غيره .
قال المهذب بن مماتي في قوانين الدواوين بعثت غلاما لي ليحضر من فكاهي القاهرة ما وجد بها من أنواع الفاكهة والرياحين فأحضر لي منها الورد والنرجس والبنفسج والياسمين والمنثور والمرسين والريحان والطلح والبلح والجمار والخيار والبطيخ الأخضر والباقلي والتفاح والفقوس والأترج والنارنج والأشباه والليمون والتمرهندي الأخضر والعنب والحصرم .
وقال بعض الجوالين في الآفاق طفت أكثر المعمور من الأرض فلم أر مثل ما بمصر من ماء طوبه ولبن أمشير وخروب برمهات وورد برموده ونبق بشنس وتين بونة وعسل أبيب وعنب مسرى ورطب توت ورمان بابه وموز هتور وسمك كيهك .
المقصد الثامن في ذكر مواشيها ووحوشها وطيورها .
أما مواشيها فمنها الإبل المستجادة والبقر العظيمات القدود والأغنام المستطابة اللحوم والخيول المسومة والبغال النفيسة والحمر الفارهة مما ليس له نظير في إقليم من الأقاليم ولا مصر من الأمصار .
وأما وحوشها ففي براريها الغزلان والنعام والأرانب والثعالب