النجوم وحال القمر في استهلاله واتصاله ووزن الموازين وذرع المثلث والمربع والمختلف الزوايا ونصب القناطر والجسور والدوالي والنواعير على المياه وحال أدوات الصناع ودقائق الحساب كان ناقصا في حال كتابته ثم قال ولا بد له مع ذلك من النظر في جمل من الفقه والحديث ودراسة أخبار الناس وحفظ عيون الأخبار ليدخلها في تضاعيف سطوره متمثلا بها إذا كتب أو يصل بها كلامه إذا حاور وختم ذلك بأن قال ومدار الأمر في ذلك كله على القطب وهو العقل وجودة القريحة فإن القليل معهما بإذن الله تعالى كاف والكثير مع غيرهما مقصر .
وتابعه أبو هلال العسكري في بعض ذلك فقال في بعض أبواب كتابه الصناعتين ينبغي أن تعلم أن الكتابة تحتاج إلى آلات كثيرة وأدوات جمة من معرفة العربية لتصحيح الألفاظ وإصابة المعنى وإلى الحساب وعلم المساحة والمعرفة بالأزمنة والشهور والأهلة وغير ذلك مما ليس هذا موضع ذكره وشرحه .
ولا يخفى أن ما ذكره وبعض ما ذكره ابن قتيبة يتواردان فيه في المعنى وإن اختلف اللفظ وخالف أبو جعفر النحاس في كثير من ذلك فذكر في أول كتابه صناعة الكتاب في المرتبة الثانية منه بعد ما يتعلق بالخط أن من أدوات الكتابة البلاغة ومعرفة الأضداد مما يقع في الكتب والرسائل والعلم بترتيب أعمال الدواوين والخبرة بمجاري الأعمال والدربة بوجوه استخراج الأموال مما يجب ويمتنع ثم قال فهذه الآلات ليس لواحد منها تميز بذاته ولا انفراد باسم يخصه وإنما هو جزء من الكتابة وأصل من أركانها أما الفقه والفرائض والعلم بالنحو واللغة وصناعة الحساب والمساحة والنجوم والمعرفة بإجراء المياه والعلم بالأنساب فكل واحد منها منفرد على حدته وإن