ابن محمد بن قلاوون الثانية فأحدثت فلوس عبر عنها بالجدد زنة كل فلس منها مثقال وهو قيراط من أربعة وعشرين قيراطا من الدرهم ثم تناقص مقدارها حتى كادت تفسد وهي على ذلك .
وطريق عملها أن يسبك النحاس الأحمر حتى يصير كالماء ثم يخرج فيضرب قضبانا ثم يقطع قطعا صغارا ثم ترصع وتسك بالسكة السلطانية وسكتها أن يكتب على أحد الوجهين اسم السلطان ولقبه ونسبه وعلى الآخر اسم بلد ضربه وتاريخ السنة التي ضرب فيها .
الضرب الثاني من الأموال الديوانية بالديار المصرية غير الشرعي وهو المكوس وهي على نوعين .
النوع الأول ما يختص بالديوان السلطاني وهو صنفان .
الصنف الأول ما يؤخذ على الواصل المجلوب وأكثره متحصلا جهتان .
الجهة الأولى ما يؤخذ على واصل التجار الكارمية من البضائع في بحر القلزم من جهة الحجاز واليمن ومن والاهما وذلك بأربعة سواحل بالبحر المذكور .
الساحل الأول عيذاب وقد كان أكثر السواحد واصلا لرغبة رؤساء المراكب في التعدية من جدة إليه وإن كانت باحته متسعة لغزارة الماء وأمن اللحاق بالشعب الذي ينبت في قعر هذا البحر ومن هذا الساحل يتوصل إلى قوص بالبضائع ومن قوص إلى فندق الكارم بالفسطاط في بحر النيل .
الساحل الثاني القصير وهو في جهة الشمال عن عيذاب وكان يصل إليه بعض المراكب لقربه من قوص وبعد عيذاب منها وتحمل البضائع منه إلى