بين اللمى واللطع ثم قال وأي مقام أخزى لصاحبه من رجل من الكتاب اصطفاه بعض الخلفاء وارتضاه لسره فقرأ عليه يوما كتابا فيه مطرنا مطرا كثر عنه الكلأ فقال له الخليفة ممتحنا له وما الكلأ فتردد في الجواب وتعثر لسانه ثم قال لا أدري فقال سل عنه قال أبو القاسم الزجاجي في شرح مقدمة أدب الكاتب وهذا الخليفة هو المعتصم والكاتب أحمد بن عمار وكان يتقلد العرض عليه وكان المعتصم ضعيف البصر بالعربية فلما قرأ عليه أحمد بن عمار الكتاب وسأله عن الكلأ فلم يعرفه قال إنا لله وإنا إليه راجعون خليفة أمي وكاتب عامي ثم قال من يقرب منا من كتاب الدار فعرف مكان محمد بن عبد الملك الزيات وكان يقف على قهرمة الدار فأمر بإشخاصه فلما مثل بين يديه قال له ما الكلأ قال النبات كله رطبه ويابسه فإذا كان رطبا قيل له خلا وإذا كان يابسا قيل له حشيش وأخذ في ذكر النبات من ابتدائه إلى اكتهاله إلى هيجه فقال المعتصم ليتقلد هذا العرض علينا ثم خص به حتى استوزره .
فقد ظهر أن معرفة الغريب من الأمور الضرورية للكاتب التي هي من أهم شأنه وأعنى مقاصده وجل كتب اللغة المصنفة في شأنها راجعة إليه كصحاح الجوهري ومحكم ابن سيده ومجمل ابن فارس وغيرها