فعل وتحفظ المقصورة من خارجها بترتيب أصحاب الباب واسفهسلار وصبيان الخاص وغيرهم ممن يجري مجراهم من أولها إلى آخرها وكذلك من داخلها من باب خروجه إلى المنبر .
فإذا أذن للجمعة دخل إليه قاضي القضاة فقال السلام على أمير المؤمنين الشريف القاضي الخطيب ورحمة الله وبركاته الصلاة يرحمك الله فيخرج ماشيا وحواليه الأستاذون المحنكون والوزير وراءه ومن يليهم من الأمراء من صبيان الخاص وبأيديهم الأسلحة حتى ينتهي إلى المنبر فيصعد حتى يصل إلى الذروة تحت القبة المبخرة والوزير على باب المنبر ووجهه إليه .
فإذا استوى جالسا أشار إلى الوزير بالصعود فيصعد إلى أن يصل إليه فيقبل يديه ورجليه بحيث يراه الناس ثم يزر عليه تلك القبة وتصير كالهودج ثم ينزل مستقبلا للخليفة ويقف ضابطا للمنبر فإن لم يكن وزير صاحب سيف كان الذي يزر عليه قاضي القضاة ويقف صاحب الباب ضابطا للمنبر فيخطب خطبة قصيرة من سفط يأتي إليه من ديوان الإنشاء ويقرأ فيها آية من القرآن الكريم ثم يصلي فيها على أبيه وجده يعني النبي وعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه ويعظ الناس وعظا بليغا قليل اللفظ ويذكر من سلف من آبائه حتى يصل إلى نفسه فيقول اللهم وأنا عبدك وابن عبديك لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا ويتوسل بدعوات فخمة تليق به ويدعو للوزير وإن كان ثم وزير وللجيوش بالنصر والتآلف وللعساكر بالظفر وعلى الكافرين والمخالفين بالهلاك والقهر ثم يختم بقوله ( اذكروا الله يذكركم ) فيطلع إليه من زر عليه فيفك ذلك التزرير عنه وينزل القهقري فيدخل المحراب ويقف على تلك الطراحات إماما والوزير وقاضي القضاة صفا ومن ورائهما الأستاذون المحنكون والأمراء المطوقون وأرباب الرتب من أصحاب السيوف والأقلام والمؤذنون وقوف وظهورهم الحائظ المقصورة والجامع مشحون بالعالم للصلاة وراءه فيقرأ في الركعة الأولى ما هو مكتوب في الستر الأيمن وفي الثانية ما في الستر الأيسر فإذا