فيه أربعون بوقا عشرة من الذهب وثلاثون من الفضة يكون المنفرون بها ركبانا والمنفرون بالأبواق النحاس مشاة ومن الطبول العظام عشرة طبول .
فإذا كان يوم الركوب حضر الوزير من دار الوزارة راكبا في هيئة عظيمة ويركب حينئذ إلى باب القصر الذي يخرج منه الخليفة ويخرج الخليفة من باب القصر راكبا والأستاذون المحنكون مشاة حوله وعليه ثوب يسمى البدنة حرير مرقوم بذهب لا يلبسه غير ذلك اليوم والمظلة بنسبته فيركب الأستاذون المحنكون ويسير الموكب على الترتيب المتقدم في ركوب أول العام سائرا في الطريق التي ذهب فيها للتخليق حتى يأتي الجامع الطولوني ويكون قاضي القضاة وأعيان الشهود جلوسا ببابه من هذه الجهة فيقف لهم الخليفة وقفة لطيفة ويسلم على القاضي فيتقدم القاضي ويقبل رجله التي من جانبه ويأتي الشهود أمام وجه فرس الخليفة ويقفون بمقدار أربعة أذرع عن الخليفة فيسلم عليهم ثم يركبون ويسير الموكب حتى يأتي ساحل الخليج فيسير حتى يقارب الخليفة الخيمة فيتقدمه الوزير على العادة فيترجل على باب الخيمة ويجلس على المرتبة الموضوعة له فوقه ويحيط به الأستاذون المحنكون والأمراء المطوقون بعدهم ويوضع للوزير كرسيه الجاري به العادة على ما تقدم في جلوسه في القصر فيجلس ورجلاه يحكان الأرض ويقف أرباب الرتب صفين من سرير الملك إلى باب الخيمة وقراء الحضرة يقرأون القرآن ساعة زمانية .
فإذا فرغوا من القراءة استأذن صاحب الباب على حضور الشعراء للخدمة فيؤذن لهم فيتقدمون واحدا بعد واحد على مقدار منازلهم المقررة لهم وينشد كل منهم ما وقع له نظمه مما يناسب الحال .
فإذا فرغ أتى غيره وأنشد ما نظمه إلى أن يفرغ إنشادهم والحاضرون ينتقدون على كل شاعر ما يقوله ويحسنون منه ما حسن ويوهون منه ما وهى .
فإذا انقضى هذا المجلس قام الخليفة عن السرير فركب إلى المنظرة المعروفة بالسكرة بقرب الخيمة والوزير بين يديه وقد فرشت بالفرش المعدة لها فيجلس الخليفة بمكان