الحلقة حتى يصير الجالس بها مستدبرا باب الإيوان على ما تقدمت الإشارة إليه في كلام مسالك الأبصار .
الهيئة الثانية هيئته في بقية الأيام .
عادته فيما عدا الاثنين والخميس من الأيام أن يخرج من قصوره الجوانية المتقدم ذكرها إلى قصره الكبير المشرف على إصطبلاته ثم تارة يجلس على تخت الملك الذي بصدره وتارة يجلس على الأرض ويقف الأمراء حوله على ما تقدم في الجلوس في الإيوان خلا أمراء المشورة والغرباء منه فليس لهم عادة بحضور هذا المجلس إلا من دعت الحاجة إلى حضوره ثم يقوم في الثالثة من النهار فيدخل إلى قصوره الجوانية لمصالح ملكه ويعبر عليه خاصته من أرباب الوظائف كالوزير وكاتب السر وناظر الخاص وناظر الجيش في الأشغال المتعلقة به على ما تدعو الحاجة إليه .
الهيئة الثالثة هيئته في صلاة الجمعة والعيدين .
أما صلاة الجمعة فإن عادته أن يخرج إلى الجامع المجاور لقصره المتقدم ذكره من القصر ومعه خاصة أمرائه فيدخل من أقرب أبواب الجامع للقصر ويصلي في مقصورة في الجامع عن يمين المحراب خاصة ويصلي عنده فيها أكابر خاصته ويجىء بقية الأمراء خاصتهم وعامتهم فيصلون خارج المقصورة عن يمينها ويسارها على مراتبهم فإذا فرغ من الصلاة دخل إلى دور حريمه وذهب الأمراء كل أحد إلى مكانه .
وأما صلاة العيدين فعادته أن يركب من باب قصره وينزل من منفذة من الإصطبل إلى الميدان الملاصق له وقد ضرب له فيه دهليز على أكمل ما يكون من الهيئة ويحضر خطيب جامع القلعة إلى الميدان فيصلي به العيد ويخطب فإذا فرغ من سماع الخطبة ركب وخرج من باب الميدان والأمراء والمماليك