ثم في آخر الدولة الظاهرية برقوق استقرت الكتابة صفراء مشعرة بالذهب ولهذه الكسوة ناظر مستقل بها ولها وقف أرض بيسوس من ضواحي القاهرة يصرف منها على استعمالها .
وأما دوران المحمل فقد جرت العادة أنه يدور في السنة مرتين المرة الأولى في شهر رجب بعد النصف منه يحمل وينادي لأصحاب الحوانيت التي في طريق دورانه بتزيين حوانيتهم قبل ذلك بثلاثة أيام ويكون دورانه في يوم الإثنين أو الخميس لا يتعداهما ويحمل المحمل على جمل وهو في هيئة لطيفة من خركاه وعليه غشاء من حرير أطلس أصفر وبأعلاه قبة من فضة مطلية ويبيت في ليلة دورانه داخل باب النصر بالقرب من باب جامع الحاكم ويحمل بعد الصبح على الجمل المذكور ويسير إلى تحت القلعة فيركب أمامه الوزير والقضاة الأربعة والمحتسب والشهود وناظر الكسوة وغيرهم ويركب جماعة من المماليك السطانية الرماحة ملبسين المصفات الحديد المغشاة بالحرير الملون وخيولهم ملبسة البركستوانات والوجوه الفولاذ كما في القتال وبأيديهم الرماح عليها الشطفات السلطانية فيلعبون تحت القلعة كما في حالة الحرب ومنهم جماعة صغار بيد كل منهم رمحان يديرهما في يده وهو واقف على ظهر الفرس وربما كان وقوفه في نعل من خشب على ذباب سيفين من كل جهة وهو يفعل كذلك ويهيئوا من أزيار النفط وغيرها جملة مستكثرة ويطلق تحت القلعة في خلال ذلك ثم يذهب إلى الفسطاط فيمر في وسطه ثم يعود إلى تحت القلعة ويفعل كما في الأول إلا أنه أقل من ذلك ثم يحمل من جامع الحاكم ويوضع في مكان هناك إلى شوال وفي خلال ذلك كله الطبلخانات والكوسات السلطانية تضرب خلفه ويخلع فيه على جماعة مستكثرة وكذلك يفعل في نصف شوال إلا