شيء في بيت لم يدخله عقرب أو في قماش لم يقربه وإن ذر على عقرب منه شيء أخذها مثل السكر فربما زاد عليها فقتلها بل قيل إن ذلك لا يختص بالقبة بل عامة أرض البلد كذلك حتى لا يدخلها عقرب إلا مات بل لا يقرب ثيابا ولا أمتعة عليها غبارها وإلى ذلك أشار القاضي الفاضل في البشرى بفتوحها بقوله ودبت إليها عقارب المجانيق فخالفت عادة حمص في العقارب ورميت الحجارة بالحجارة فوقعت العداوة المعروفة بين الأقارب .
ومنها عين فوارة داخل البحر الملح على القرب من ساحل مدينة طرابلس على قدر رمية حجر عن البئر تنبع ماء عذبا يطفو على وجه الماء قدر ذراع أو أكثر يتبين عند سكون الريح .
ومنها وادي الفوار وهو واد بالقرب من حصن الأكراد من عمل طرابلس غربا عنه بشمال على الطريق السالكة قال في مسالك الأبصار وهي صفة بئر قائمة في الأرض وفي سفل الأرض سرداب ممتد إلى الشمال يفور في كل أسبوع يوما واحدا لا غير فتسقى به أرض ومزدرعات وينزل عليه التركمان ويردونه ويسمع له قبل فورانه دوي كالرعد وهو في بقية الأيام يابس لا ماء فيه قال وذكر لي من دخل السرداب أن في نهايته نهرا كبيرا آخذا من الغرب إلى الشرق تحت الأرض له جريان قوي وبه موج وريح عاصف لا يعرف إلى أين يجري ولا من أي جهة يأتي .
ومنها حمام القدموس من قلاع الدعوة من عمل طرابلس يخرج منها أنواع كثيرة من الحيات تظهر من أنابيب مائها وتدخل في ثياب داخلها ولم يشتهر أنها أضرت احدا قط على ممر الدهور وتطاول الأزمنة حكاه