وإلى مثل ذلك أشار في تقويم البلدان أيضا .
فالعواصم بفتح العين المهملة والواو وكسر الصاد المهملة وميم في الآخر قال ابن حوقل وهي اسم للناحية وليست موضعا بعينه يسمى العواصم قال وقصبتها أنطاكية قال وعد ابن خرداذبة العواصم فكثرها وجعل منها كورة منبج وكورة تيزين وبالس ورصافة هشام وكورة جومة وكذا شيزر وأفامية وإقليم معرة النعمان وإقليم صوران وإقليم تل باشر وكفر طاب وإقليم سلمية وإقليم جوسية وإقليم لبنان إلى أن بلغ إقليم قسطل بين حمص ودمشق .
قلت وأول من سماها بذلك الرشيد هارون حين بنى بها مدينة طرسوس الآتي ذكرها في سنة سبعين ومائة والذي يظهر أنها سميت بذلك لعصمتها ما دونها من بلاد الإسلام من العدو إذ كانت متاخمة لبلاد الكفر واقعة في نحر العدو وعساكر المسلمين حافظة لها .
والثغور جمع ثغر بفتح الثاء المثلثة وسكون الغين المعجمة وفي آخره راء مهملة قال في المشترك وهو اسم لكل موضع يكون في وجه العدو قال وثغور الشام كانت أذنة وطرسوس وما معهما فاستولى عليها الأرمن .
وذكر السلطان عماد الدين صاحب حماة في تاريخه ان الرشيد في سنة سبعين ومائة عزل الثغور كلها من الجزيرة وقنسرين وجعلها حيزا واحدا وسماها العواصم .
قلت ومقتضى ذلك أن تكون الثغور والعواصم اسما على مسمى واحد وعليه ينطبق كلام المقر الشهابي بن فضل الله في التعريف وقد حدد في التعريف هذه البلاد بجملتها فقال وحدها من القبلة وانحراف للجنوب بلاد