ولكنه لا يمضي أمرا كبيرا في مثل إعطاء إمرة أو وظيفة كبيرة حتى يشاور صاحب مصر وهو لا يجيبه إلا بأن الرأي ما تراه ومن هذا ومثله وربما كتب له مرسوم شريف بالتصرف في مملكته قال في مسالك الأبصار ومع ذلك فصاحب مصر متصرف في ولاية صاحبها وعزله من شاء ولاه ومن شاء عزله ولم يزل الأمر على ذلك الى أن خلع الأفضل محمد بن المؤيد المتقدم ذكره من سلطنتها بعد موت السلطان الملك الناصر وملك ابنه ابي بكر ونائبها من اكابر الأمراء المقدمين ولكنه في الرتبة دون نائب طرابلس وإن كان مساويا له في المكاتبة من الأبواب السلطانية ويظهر ذلك في كتابة المطلقات الكبار حيث يذكر نائب طرابلس قبله .
وبها من وظائف ارباب السيوف الحجوبية وبها حاجبان الكبير منهما طبلخاناه والثاني عشرة والمهمندارية وبها اثنان وهما جنديان وشد مراكز البريد وبه جندي وأميراخورية البريد ومتوليها جندي وولاية المدينة وواليها جندي ونقابة العساكر وبها اثنان وهما جنديان احدهما اكبر من الآخر وجميع ارباب الوظائف يوليهم النائب بها بتواقيع كريمة وليس بها قلعة لها نائب .
وبها من الوظائف الدينية من ارباب الأقلام اربعة قضاة من المذاهب الأربعة وولايتهم من الأبواب السلطانية بتواقيع شريفة وقاضي عسكر حنفي وليس بها قضاة عسكر من المذاهب الثلاثة الأخر ولا مفتو دار عدل وبها وكيل بيت المال وولايته من الأبواب السلطانية بتوقيع شريف ووكالة شرعية ومحتسب بولاية عن النائب بتوقيع كريم .
وبها من الوظائف الديوانية من ارباب الأقلام كاتب سر ويعبر عنه في ديوان الإنشاء بصاحب ديوان المكاتبات بحماة المحروسة وولايته من الأبواب