حسن بن قتادة الى بغداد صريخا فمات بها سنة ثنتين وعشرين وستمائة ومات أقسر بمكة سنة ست وعشرين ودفن بالمعلى وبقي على مكة قائده فخر الدين بن الشيخ وقصد راجح بن قتادة مكة مع عساكر عمر بن رسول فملكها من يد فخر الدين بن الشيخ سنة تسع وعشرين وستمائة .
ثم جاءت عساكر مصر سنة ثنتين وثلاثين مع الأمير جبريل فملكوا مكة وهرب راجح الى اليمن ثم عاد ومعه عمر بن رسول صاحب اليمن بنفسه فهربت عساكر مصر وملك راجح مكة وخطب لعمر بن رسول بعد الخليفة المستنصر .
ثم غلب على مكة سنة سبع وأربعين وستمائة أبو سعد الحسن بن علي بن قتادة ولحق راجح باليمن وسار جماز بن حسن بن قتادة سنة إحدى وخمسين وستمائة الى الناصر بن العزيز بن الظاهر بن أيوب بدمشق مستجيشا على أبي سعد أن يقطع ذكر صاحب اليمن فجهز له عسكرا وسار الى مكة فقتل أبا سعد في الحرم وملك مكة ثم وصل راجح من اليمن الى مكة وهو شيخ كبير السن وأخرج منها جماز بن حسن فلحق بالينبع .
ثم دار أمر مكة بين أبي نمي محمد بن أبي سعد علي ب - ن قتادة وبين غالب ابن راجح بن قتادة ثم استبد أبو نمي بإمرة مكة ونفى قبيلة أبيه أبي سعد الى الينبع .
ولما هلك أبو نمي قام بأمر مكة من بعده ابناه رميثة وحميضة ونازعهما أخواهما عطيفة وأبو الغيث فاعتقلاهما ووافق ذلك وصول بيبرس الجاشنكير كافل المملكة المصرية في الأيام الناصرية فأطلق عطيفة وأبا الغيث وولاهما وأمسك رميثة وحميضة وبعث بهما الى مصر ثم رد السلطان رميثة وحميضة الى إمارتهما بمكة مع عسكره وبعثا اليه بعطيفة وأبي الغيث وبقي التنازع بينهم وهم يتعاقبون في إمرة مكة مرة بعد أخرى وهلك أبو الغيث في بعض حروبهم ببطن مر .
ثم تنازع حميضة ورميثة وسار رميثة الى الملك الناصر محمد بن قلاوون