الجملة الثانية في نواحيها وأعمالها وهي على ضربين الضرب الأول حماها ومرافقها .
واعلم أن للمدينة الشريفة حمى حماه النبي وحرمه كما حرم إبراهيم عليه السلام مكة قال في الروض المعطار حماها اثنا عشر ميلا وخارج بابها الشرقي البقيع المتقدم ذكره وهو مدفن أكثر أمواتها وهو بالباء الموحدة في أوله ويسمى بقيع الغرقد بفتح الغين المعجمة وسكون الراء المهملة وفتح القاف ودال مهملة في الآخر قال الأصمعي سمي بذلك لأنه قطع ما به من شجر الغرقد يوم مات عثمان Bه وبه قبر إبراهيم بن النبي من مارية القبطية وقبر الحسن بن علي بن أبي طالب وإلى جانبه قبر العباس عم رسول الله وقبر عثمان بن عفان Bه في قبة دونهما وقبر مالك بن أنس إمام المذهب المعروف وحول المدينة حدائق النخل الأنيقة وثمرها من أطيب الثمر وأحسنه وغالب قوت أهلها منه .
الضرب الثاني في مخاليفها وقراها والمشهور منها ثمانية أماكن .
الأول قباء بضم القاف وفتح الباء الموحدة وألف في الآخر ويروى بالمد والقصر والمد أشهر قال في الروض المعطار ومن العرب من يذكره فيصرفه ومنهم من يؤنثه فلا يصرفه قال وسميت قباء ببئر كانت بدار توبة ابن الحسن بن السائب بن أبي لبابة يقال لها قباء وهي قرية غربي المدينة على ميلين منها وبها مسجد التقوى الذي أخبر الله تعالى عنه بقوله ( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه ) وقد روي أن رسول الله كان