رجل ومعناه بستان داذ ويقال فيها أيضا بغدان بإبدال الدال الأخيرة نونا ومغدان بإبدال الياء الأولى ميما وكان المنصور يسميها مدينة السلام لأن دجلة كان يقال لها وادي السلام وبغداد على جانبي دجلة من الشرق والغرب والجانب الغربي منها يسمى الكرخ وبه كان سكنى أبي جعفر المنصور ثاني خلفاء بني العباس والجانب الشرقي منها بناه المهدي بن المنصور المقدم ذكره وسكنه بعسكره فسمي عسكر المهدي ثم بنى فيه الرشيد بن المهدي قصرا سماه الرصافة فأطلق على الجانب كله الرصافة ويسمى جانب الطاق أيضا نسبة إلى رأس الطاق وهو موضع السوق الأعظم منها وبهذا الجانب محلة تسمى الحريم يعني حريم دار الخلافة قال في المشترك بفتح الحاء وكسر الراء المهمليتن ثم مثناة من تحتها ساكنة وفي آخره ميم قال وهي قريب من ثلث الجانب الشرقي وعليه سور ابتداؤه من دجلة وانتهاؤه إليها أيضا كهيئة الهلال أو كنصف دائرة وله أبواب أولها باب الغربة وهو على دجلة ثم يليه باب سوق التمر وهو باب شاهق ولكنه أغلق في خلافة الناصر لدين الله ثم استمر غلقه ثم باب البدرية ثم باب النوبي وفيه العتبة التي كانت تقبلها الملوك والرسل ثم باب العامة ويقال له أيضا باب عمورية ثم يمتد السور نحو ميل لا باب فيه إلا باب بستان تحت المنظرة التي تنحر تحتها الضحايا ثم باب المراتب بينه وبين دجلة نحو رميتي سهم .
وبهذا الحريم محال وأسواق ودور كثيرة لرعية وهو كأكبر مدينة تكون قال وبين دور الرعية التي داخل هذا السور وبين دجلة سور آخر وداخل السور الثاني دور الخلافة لا يدخلها شيء من دور العامة قال في مسالك الأبصار وبين الجانبين جسران منصوبان على دجلة شرقا بغرب على سفن وزوارق أوقفت في الماء ومدت بينها السلاسل الحديد المكعبة بالمكعبات الثقال وفوقها الخشب الممدود وعليها التراب يمر عليها أهل كل جانب إلى الآخر بالحمر والجمال