وقعات بحمص وغيرها آخرها على شقحب كسر فيها كسرة فاحشة هلك فيها معظم عسكره في سنة اثنتين وسبعمائة وبقي حتى توفي في ثالث عشر شوال سنة ثلاث وسبعمائة وملك بعده أخوه خدابندا والعامة تقول خربندا بن أرغون بن أبغا بن هولاكو في الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة ثلاث وسبعمائة ثم ملك بعده أبو سعيد بن خدابندا وهو آخر من ملك من بني هولاكو وكان بينه وبين الناصر محمد بن قلاوون مكاتبات ومراسلات وتودد بعد وحشة وبموته تفرقت المملكة بأيدي أقوام وصارت شبيهة بملوك الطوائف من الفرس .
قال في مسالك الأبصار بعد ذكر أبي سعيد ثم هم بعده في دهماء مظلمه وعمياء مقتمة لا يفضي ليلهم إلى صباح ولا فرقتهم إلى اجتماع ولا فسادهم إلى صلاح في كل ناحية هاتف يدعى باسمه وخائف أخذ جانبا إلى قسمه وكل طائفة تتغلب وتقيم قائما تقول هو من أبناء القان وتنسبه إلى فلان ثم يضمحل أمره عن قريب ولا تلحق دعوته حتى يدعى فلا يجيب وما ذلك من الدهر بعجيب وذكر نحوه في التعريف وزاد عليه فقال وكان العهد بهذه المملكة لرجل واحد وسلطان فرد مطاع وعلى هذا مضت الأيام إلى حين وفاة أبي سعيد فصاح في جنباتها كل ناعق وقطع رداءها كل جاذب وتفرد كل متغلب منها بجانب فهي الآن نهبى بأيديهم .
فأما عراق العرب وهو بغداد وبلادها وما يليها من ديار بكر وربيعة ومضر فبيد الشيخ حسن الكبير وهو الحسن بن الحسين بن أقبغا من طائفة النورانيين كان جده نوكرا لهولاكو بن طولي بن جنكزخان والنوكر هو الرفيق .
وأما بقية ديار بكر فبيد إبراهيم شاه بن بارنباي بن سوناي .
وأما مملكة أذربيجان وهي قطب مملكة إيران ومقر كرسي ملوكها من بني جنكزخان فهي الآن بيد أولاد جوبان وبها القان القائم بها سليمان شاه