الجملة الرابعة في الطرق الموصلة إلى هذه المملكة .
ولها طريقان طريق في البر وطريق في البحر .
فأما طريق البر فقد تقدم في الكلام على مملكة إيران الطريق إلى شط جيحون وقد ذكر في تقويم البلدان أن بين آمل الشط وبين خوارزم نحو اثنتي عشرة مرحلة وذكر في مسالك الأبصار أن بين خوارزم ومدينة صراي نحو شهر ونصف وأن بين خوارزم ومدينة صراي مدينة وجق ومدينة قطلود .
وأما طريق البحر فهو أن يركب المسافر إليها في بحر الروم من مدينة الإسكندرية او مدينة دمياط من شمالي الديار المصرية ويسير إلى خليج القسطنطينية المتصل ببحر الروم من جهة الشمال ويركب فيه ويجاوزه إلى بحر نيطش المعروف ببحر القرم ثم إلى بحر مانيطش المعروف ببحر الأزق وينتهي إلى آخره .
الجملة الخامسة في الموجود بها .
قد ذكر في مسالك الأبصار أن فيها من الحبوب القمح والشعير والدخن ويسمى عندهم الأرزن والماش والجاورس وهو شبيه بحب البرسيم على قلة في القمح والشعير أما الفول فلا يكاد يوجد عندهم وأكثر حبوبهم الدخن ومنه أكلهم وبها من الفواكه جميع أنواع الفواكه إلا النخل والزيتون وقصب السكر والموز والأترج والليمون والنارنج وذكر عن بلاد القبجاق أنها كانت قبل استيلاء التتار عليها معمورة الجوانب وأنها في بقايا تلك العمارة والغراس وأن فيها من الفواكه العنب والرمان والسفرجل والتفاح والكمثرى والمشمش والخوخ والجوز وفاكهة تسمى بلغة القبجاق بانيك شبيهة بالتين وأن الفواكه كثيرة الوجود في جبالهم مع كثرة ما باد منها قال وأما البطيخ فينجب عندهم نجابة خاصة الأصفر وهو في غاية صدق الحلاوة يقددونه