الخصيان وله أرباب وظائف للوقوف بأموره وهو ينحو في أموره منحى صاحب مصر يتسمع أخباره ويحاول افتفاء أثاره في أحواله وأوضاع دولته غير أنه لا يصل إلى هذه الغاية ولا تخفق عليه تلك الراية لقصور مدد بلاده وقلة عدد أجناده وللتجار عندهم موضع جليل لأن غالب متحصلات اليمن منهم وبسببهم وغالب دخله من التجار والجلابة برا وبحرا .
ولذلك كانت مملكة بني رسول هذه أكثر مالا من مملكة الشرفاء بصنعاء وما والاها لمجاورة مملكة بني رسول البحر .
وصاحب اليمن لا ينزل في أسفاره إلا في قصور مبنية له في منازل معروفة من بلاده فحيث أراد النزول بمنزلة وجد بها قصرا مبنيا ينزل به .
قال وإنما تجتمع لهم الأموال لقلة الكلف في الخرج والمصاريف والتكاليف ولأن الهند يمدهم بمراكبه ويواصلهم ببضائعه .
قال في مسالك الأبصار ولا تزال ملوك اليمن تستجلب من مصر والشام طوائف من أرباب الصناعات والبضائع ببضائعهم على اختلافها .
قال أقضى القضاة أبو الربيع سليمان بن الصدر سليمان وصاحب هذه المملكة أبدا يرغب في الغرباء ويحسن تلقيهم غاية الإحسان ويستخدمهم بما يناسب كلا منهم ويتفقدهم في كل وقت بما يأخذ به قلوبهم ويوطنهم عنده .
وذكر في مسالك الأبصار عن ملوك هذه المملكة أنهم لم يزالوا مقصودين من افاق الأرض قل أن يبقى مجيد في صنعة من الصنائع إلا ويصنع لأحدهم شيئا على اسمه ويجيد فيه بحسب الطاقة ثم يجهزه إليه ويقصده به فيقدمه إليه فيقبل عليه ويقبل منه .
ويحسن نزله ويسني جائزته ثم إن أقام في بابه أقام مكرما محترما أو عاد محبوا محبورا يجزلون من نعمهم العطايا ويثقلون بكرمهم المطايا ما قصدهم قاصدا إلا وحصل له من البر والإيناس وتنويع الكرامة ما يسليهم عن الأوطان ولكنهم لا يسمحون بعود غريب ولا يصفحون