قال في مسالك الأبصار وهي شديدة الحر وقد انطوى فيها جزء من اليمن وإن كان ما بيد أولاد رسول هو الجزء الوافر الأعظم .
وفيه أربع جمل .
الجملة الأولى فيما اشتملت عليه من النواحي والمدن والبلاد .
قال في مسالك الأبصار حدثني الحكيم صلاح الدين بن البرهان أن اليمن منقسم إلى قسمين سواحل وجبال وأن السواحل كلها لبني رسول والجبال كلها أو غالبها للأشراف .
قال وهي أقل دخلا من السواحل لمدد البحر لتلك واتصال سبيلها عنه وانقطاع المدد عن هذه البلاد لانقطاع سبيلها من كل جهة .
قال وحدثني أبو جعفر بن غانم أن بلاد الشرفاء هؤلاء متصلة ببلاد السراة إلى الطائف إلى مكة المعظمة .
قال وهي جبال شامخة ذات عيون دافقة ومياه جارية على قرى متصلة الواحدة إلى جانب الأخرى وليس لواحدة تعلق بالأخرى بل لكل واحدة أهل يرجع أمرهم إلى كبيرهم لا يضمهم ملك ملك ولا يجمعهم حكم سلطان ولا تخلو قرية منها من أشجار وعروش ذوات فواكه أكثرها العنب واللوز ولها زروع أكثرها الشعير ولأهلها ماشية أعوزتها الزرائب وضاقت بها الحظائر .
قال وأهلها أهل سلامة وخير وتمسك بالشريعة ووقوف معها يعضون على دينهم بالنواجذ ويقرون كل من يمر بهم ويضيفونه مدة مقامه حتى