الأب صار أن حده من جهة الشمال بلاد الترك .
وذكر عن الشيخ مبارك الأنباتي أنه ليس في هذه المملكة خراب سوى مسافة عشرين يوما مما يلي غزنة لتجاذب صاحب الهند وصاحب تركستان وما وراء النهر بأطراف المنازعة أو جبال معطلة أو شعواء مشتبكة .
قال صاحب مسالك الأبصار وسألت الشيخ مبارك الأنباتي عن بر الهند وضواحيه فقال إن به أنهارا ممتدة تقارب ألف نهر كبار وصغار منها ما يضاهي النيل عظما ومنها ما هو دونه ومنها ما هو مثل بقية الأنهار .
وعلى صغار الأنهار القرى والمدن وبه الأشجار الكثيفة والمروج الفيح .
قال وهي بلاد معتدلة لا تتفاوت حالات فصولها ليست مفرطة في حر ولا برد بل كأن كل أوقاتها ربيع وتهب بها الأهوية والنسيم اللطيف وتتوالى بها الأمطار مدة أربعة أشهر وأكثرها في أخريات الربيع إلى ما يليه من الصيف .
ثم لمملكة الهند قاعدتان .
القاعدة الأولى مدينة دلي .
قال في تقويم البلدان بدال مهملة ولام مشددة مكسورة ثم مثناة تحتية ولم يتعرض لضبط الدال والناس ينطقون بها بالفتح وبالضم .
وسماها صاحب تقويم البلدان في تاريخه دهلي بابدال اللام هاء .
وهي مدينة ذات إقليم متسع وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة قال في القانون حيث الطول مائة وثمان وعشرون درجة وخمسون دقيقة والعرض خمس وثلاثون درجة وخمسون دقيقة .
قال في تقويم البلدان وهي مدينة كبيرة في مستو من الأرض وتربتها مختلطة بالحجر والرمل وعليها سور من اجر وسورها أكبر من