أبو يزيد صاحب الحمار .
وتوفي سنة أربع وثلاثين وثلثمائة وكان قد عهد إلى ابنه المنصور بالله إسماعيل فقام بالأمر بعده وكتم موت أبيه فلم يتسم بالخليفة ولا غير السكة والخطبة والبنود وتوفي سلخ رمضان سنة إحدى وأربعين وثلثمائة لسبع سنين من خلافته .
وولي الأمر بعده ابنه المعز لدين الله معد فاستقام له الأمر وانتهت مملكته بالغرب إلى البحر المحيط وافتتح مصر على يد قائده جوهر في منتصف شعبان سنة ثمان وخمسين وثلثمائة واختط له القاهرة ثم قدم المعز إلى مصر ودخل القاهرة لخمس من رمضان سنة ثنتين وستين وثلثمائة ما سبق في الكلام على مملكة الديار المصرية .
الطبقة الثالثة ملوكها من بني زيري .
كان المعز معد الفاطمي حين قدم مصرعلى ما تقدم استخلف على أفريقية والمغرب بلكين بن زيبري بن مياد البربري ويقال الحميري وأنزله القيروان وسماه يوسف وكناه أبا الفتوح ولقبه سيف الدولة وبقي حتى توفي سنة ثلاث وسبعين وثلثمائة ومات المعز بالقاهرة وانتقلت الخلافة بعده إلى ابنه العزيز نزار فولى على أفريقية والمغرب بعد بلكين ابنه المنصور بن بلكين بولاية عهد من أبيه وبقي حتى توفي سنة خمس وثمانين وثلثمائة .
وقام بأمره بعده ابنه باديس بن المنصور فبقي حتى توفي سنة ست وأربعمائة بمعسكره فجأة وهو نائم بين أصحابه .
وبويع ابنه المعز بن باديس وهو ابن ثماني سنين واستمر ملكه بأفريقية وعظم ملكه بها وكان المعز منحرفا عن الرفض والتشيع منتحلا للسنة وأعلن بذلك في أول ولايته ثم كان اخر أمره أن خلع طاعة العبيديين وقطع الخطبة لهم بأفريقية سنة أربعين وأربعمائة على عهد المستنصر العبيدي خليفة مصر وخطب للقائم بن القادر الخليفة العباسي ببغداد فاضطرب لذلك ملكه وثارت عليه