الجملة الثانية عشرة في ذكر الأرزاق المطلقة من جهة السلطان .
ويختلف الحال باختلاف أحوال أربابها .
فأما أشياخ الموحدين الكبار فقد نقل في مسالك الأبصار عن القاضي أبي القاسم بن بنون أن لهم أرضا يزرعونها أو يحكرونها ويكون لهم عشر ما طلع منها .
وهذه الأرض بمثابة الإقطاع بمصر ولكل واحد منهم في كل سنة حرث عشرة أزواج بقرا كل زوج بشعبتين كل شعبة رأسان من البقر فيكون لكل واحد عشرون شعبة .
قال في مسالك الأبصار وهذه الشعبة هي المسماة في بلاد دمشق بالفدان .
ولهم مع ذلك راتب يفرق عليهم في طول السنة يسمونه البركات بمثابة الجوامك بمصر يفرق أربع مرات في السنة في عيد الفطر تفرقة وفي عيد الأضحى تفرقة وفي ربيع الأول تفرقة وفي رجب تفرقة يصيب كل واحد منهم من ذلك أربعون دينارا مسماة تكون بثلثمائة درهم عتيقة والسلطان يأخذ معهم بسهم كواحد منهم على السواء فيكون جملة ما لكل واحد منهم في كل سنة مائة وعشرين دينارا مسماة عنها ألف ومائتا درهم مغربية عنها من نقد مصر والشام ستمائة وخمسون درهما وما يتحصل من مغل عشرين فدانا بقدر مثلها .
قال في مسالك الأبصار فيكون تقدير مالأحد المشايخ الكبار الذين بمثابة أمراء الألوف بمصر والشام في كل سنة ألف وثلثمائة وعشرة دراهم نقرة بمعاملة مصر في كل سنة .
وأما الأشياخ الصغار فلكل واحد منهم حرث خمسة أزواج من البقر على النصف من الأشياخ الكبار والبركات في كل سنة على ما تقدم في الكبار .
قال ابن بنون ولعامة الأشياخ الكبار والصغار والوقافين والجند شيء اخر يفرقه السلطان عليهم يسمى المواساة وهي غلة تفرق عليهم عند تحصيل الغلات في المخازن وشيء ثالث يقال له الإحسان وهو مبلغ يفرق عليهم .
قال وكلاهما من السنة إلى السنة ليس لها قدر مضبوط ولا قدر مخصوص بل