أتحقق كيف ترتيبها وأن ذلك غير أعلام القبائل التي تسير معه فلكل قبيلة علم تمتاز به بما عليه من الكتابة والكتابة مثل لا إله إلا الله أو الملك لله وما أشبه ذلك وأن له الطبول والبوقات والنفير .
الجملة الخامسة عشرة في جلوس سلطان هذه المملكة في كل يوم .
قال ابن سعيد عادة هذا السلطان في مدينة مملكته تونس أنه يخرج باكر كل يوم إلى موضع يعرف بالمدرسة ويبعث خادما صغيرا يستدعي وزير الجند من موضعه المعين له فيدخل عليه رافعا صوته بسلام عليكم عن بعد من غير أن يوميء برأسه ولا يقوم له السلطان فيجلس بين يدي السلطان ويسأله السلطان عما يتعلق بأمور الجند والحروب ثم يأمره باستدعاء من يريده من أشياخ الجند أو العرب أو من له تعلق بوزير الجند ثم يأمر باستدعاء وزير المال وهو المعروف بصاحب الأشغال فيأتي معه ويسلمان جميعا من بعد على السلطان وإن كان قد تقدم سلام وزير الجند ثم يتقدم وزير المال إلى ما بين يدي السلطان ويتأخر وزير الجند إلى مكان لا يسمع فيه حديثهما ثم يخرج وزير المال ويستدعي من يتعلق به ثم يحضر صاحب الطعام بطعام الجند ويعرضه على وزيرهم لئلا يكون فيه تقصير ثم يقوم السلطان من المدرسة إلى موضع مخصوص ويستدعي وزير الفضل وهو كاتب السر ويسأله عن الكتب الواردة من البلاد وعما تحتاج خزانة الكتب إليه وعما تجدد في الحضرة وفي البلاد مما يتعلق بأرباب العلم وسائر فنون الفضل والقضاة ويأمر باستدعاء من يخصه من الكتاب ويملي عليه وزير الفضل ما أمر بكتابته ويعلم عليه وزير الفضل بخطه ثم يستدعي السلطان من شاء من العلماء والفضلاء ويتحاضرون محاضرة خفيفة .
وأن كان وزير الفضل قد رفع قصيدة لشاعر وافد أو مرتب في معنى استجد أمره السلطان بقراءتها عليه أو يأمر بحضور الشاعر لينشدها قائما أو قاعدا بحسب ما تقتضيه رتبته ويتكلم