مائتي فارس من الشباب المعروفين بالصبيان الذين هم بمثابة المماليك الكتانية بالديار المصرية يوصلونه إلى البستان ويرجعون ويبقى وزراؤه الثلاثة نوابا له .
وكل ما تجدد عند كل واحد منهم من الأمر طالعه به وجاوبهم بما يراه .
قال في مسالك الأبصار وركوبه إلى البستان في زقاق من قصبته إلى البستان محجوب بالحيطان لا يراه فيه أحد .
الجملة العشرون في مكاتبات السلطان .
قال في مسالك الأبصار قال ابن سعيد قال العلامة أبو عبد الله بن القويع إن هذا السلطان لا يعلم على شيء يكتب عنه وإنما يعلم عنه في الأمور الكبار صاحب العلامة الكبرى وهو كاتب السر في الغالب والعلامة الحمد لله أو الشكر لله بعد البسملة .
قال ومن خاصية كتب هذا السلطان أن تكتب في ورق أصفر .
ومن عادته وعادة سائر المغاربة أن لا يطيلوا في الكتب ولا يباعدوا بين السطور كما يفعل في مصر وما ضاهاها .
أما في الأمور الصغار فإنما تكون الكتابة فيها عن وزير الجند ويكتب عليها صاحب العلامة الصغرى اسم وزير الجند وتكون هذه الكتب في غير الورق الأصفر .
الجملة الحادية والعشرون في البريد المقرر في هذه المملكة .
قد ذكر في مسالك الأبصار أنه إذا كتب كتاب إلى نواحي هذه المملكة ليوصل إلى بعض نوابها جهز مع من يقع الاختيار عليه من النقباء أو الوصفان وهم عبيد السلطان ويركب على بغل إما ملك له أو مستعار ويسافر عليه إلى تلك الجهة .
فإن أعيا في مكان تركه عند الوالي بذلك المكان وأخذ منه بغلا عوضه إما من جهة الوالي أو يسخره له من الرعايا إلى أن ينتهي إلى جهة قصده ثم يعود كذلك