حيث الطول أربع عشرة درجة وأربعون دقيقة والعرض ثلاث وثلاثون درجة واثنتا عشرة دقيقة .
وهي مدينة في سفح جبل ولها ثلاثة عشر بابا وماؤها مجلوب من عين على ستة أميال منها وفي خارجها أنهار وأشجار ويستدير بقبليها وشرقيها نهر يصب في بركة عظيمة من اثار الأول ويسمع لوقعه فيها خرير على مسافة ثم يصب في نهر اخر بعدما يمر على البساتين ثم يصب في البحر وعليه أرحاء دائرة تدخل فيه السفن اللطاف حيث يصب في البحر وبقعتها شريفة كثيرة المرافق .
ولها حصون كثيرة وفرض عديدة .
منها هنين ووهران ومستغانم .
فهنين تقابل المرية من الأندلس ووهران في شرقي تلمسان بشمال قليل على مسيرة يوم من تلمسان ومستغانم تقابل دانية من الأندلس وعرض البحر بينهما ثلاث مجار ونصف مجرى .
قال الإدريسي في كتاب رجار وبها اثار الأول ولها أسواق ضخمة ومساجد جامعة .
قال في مسالك الأبصار وهي على ما بلغ حد التواتر أنها في غاية المنعة والحصانة مع أنها في وطاءة من الأرض ولكنها محصنة البناء .
وبلغ من حصانتها أن أبا يعقوب المريني صاحب فاس حاصرها عشر سنين وبنى عليها مدينة سماها فاس الجديدة وأعجزه فتحها ولها ثلاثة أسوار ومن جهة القصبة وهي القلعة ستة أسوار وبها أنهار وأشجار وبها شجر الجوز على كثرة ومشمشها يقارب في الحسن مشمش دمشق .
قال في مسالك الأبصار زكية الزرع والضرع ويقصدها تجار الافاق للتجارة .
قال ويطول مكث المخزونات فيها حتى إنه ربما مكث القمح والشعير في مخازنها ست سنين ثم يخرج بعد ذلك فيزرع فينبت