القديمة مخازن الغلال وهي مكان يستدير عليه سور منيع عليه باب وغلق داخله المطامير .
وبفاس العتيقة داخل سورها جنان ورياض ذات أشجار ورياحين في دور الكبراء وبيوت الأعيان .
ثم قال وبكل من فاس القديمة وفاس الجديدة المعروفة بالبيضاء وحمص الجوامع والمساجد والماذن والحمامات والأسواق .
وأما المدارس والخوانق والربط فمما خلت صحائف أهل المغرب من أجورها إلا النزر اليسير جدا .
وبفاس العتيقة مارستان ودور فاس مجالس متقابلة على عمد من حجر أو اجر ورفارف تطل على صحن الدار وفي وسط صحن الدار بركة يصب بها الماء ويعبر عنها عندهم بالصهريج ولهم عناية باتخاذ القباب في بيوتهم حتى يوجد في دار الكبير قبتان فأكثر وحماماتهم صحن واحد لا خلاوى فيها ولذلك يتخذ غالب رؤساهم الحمامات في بيوتهم فرارا من مخالطة العامة في الحمام .
قال ابن سعيد ومدينة فاس متوسطة بين ملك الغرب بينها وبين مراكش عشرة أيام وبينها وبين تلمسان عشرة أيام وبينها وبين سبتة عشرة أيام وبينها وبين سجلماسة عشرة أيام .
قال في مسالك الأبصار ولذلك صلحت أن تكون قاعدة الملك .
وهي تشبه الإسكندرية في المحافظة على علوم الشريعة وتغيير المنكر والقيام بالناموس وتشبه بدمشق في البساتين .
وقد ذكر ابن منقذ رسول السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب إلى بلاد المغرب أنهم أخرجوا إلى بستان بفاس يقال له البحيرة متحصله في كل سنة خمسة وأربعون ألف دينار وبه بركة ذرع كل جانب منها مائتان وستة عشر ذراعا يكون دورها ثمانمائة ذراع وأربعة وستين ذراعا .
قال وبها ما هو أكبر من ذلك