ويخرج من بابه راكبا فلا تقع عليه العين راجلا .
قال ولا أدري كيف أصل إلى غاية من الوصف أصف بها ترتيب هذه المدينة المحدثة فأنها من عجائب همات السلاطين ذات أسوار ضخمة وأبواب عالية .
وبظاهرها مدينة اختطها المنصور يعقوب بن عبد المؤمن له ولخواصه تعرف بتامراكش وبها قصر الخلافة الذي بناه به دور عظيمة وبها بستان يعرف بالبحيرة طوله اثنا عشر ميلا به بركة عظيمة لم يعمل مثلها قال العقيلي طولها ثلثمائة وثمانون باعا على جانبها الواحد أربعمائة شجرة نارنج بين كل اثنتين منها ليمونة أو ريحانة .
وهي أكثر بلاد الغرب بساتين وشجرها أكثر منها وبساتينها تسقى بالبئار وبئارها قريبة الرشاء على نحو قامتين من وجه الأرض وهي كثيرة الزرع والضرع وبها دار الضيافة المعروفة بدار الكرامة .
وفيها يقول محمد بن محمد البربري من أبيات يمدحهم ويصفها .
( خير قوم دعوا إلى خير دار ... هي للملك نضرة وكمامة ) .
( عالم السبعة الأقاليم فيها ... وهم في فنائها كالقلامه ) - خفيف - .
وبمراكش جامع جليل يعرف بالكتبيين طوله مائة وعشرة اذرع وعلى بابه ساعات مرتفعة في الهواء خمسين ذراعا كان يرمى فيها عند انقضاء كل ساعة صنجة زنتها مائة درهم تتحرك لنزولها أجراس تسمع على بعد تسمى عندهم بالبحانة .
قال في تقويم البلدان إلا أن الناس أكثروا فيها البساتين فكثر وخمها .
قال في الروض المعطار وقد هجاها أبو القاسم بن أبي عبد الله محمد ابن أيوب بن نوح الغافقي من أهل بلنسية بأبيات أبلغ في ذمها فقال .
( مراكش إن سألت عنها ... فإنها في البلاد عار ! ) .
( هواؤها في الشتاء ثلج ... وحرها في المصيف نار ! )