وتوجه به إلى الحطي سلطان الحبشة برهان الدين الدمياطي فذهب وعاد بالحباء من جهة الملك لكن ذكر عنه أنه أتى أمورا هناك تقدح في عقيدة ديانته والله أعلم بحقيقة ذلك .
وستأتي الإشارة إلى المكاتبة إلى هؤلاء الملوك السبعة في المقالة الرابعة في الكلام على المكاتبات إن شاء الله تعالى .
الجملة الخامسة في زي أهل هذه المملكة .
أما لبسهم فإنه قد جرت عادتهم أن الملك يعصب رأسه بعصابة من حرير تدور بدائر رأسه ويبقى وسط رأسه مكشوفا والأمراء والجند يعصبون رؤوسهم كذلك بعصائب من قطن والفقهاء يلبسون العمائم والعامة يلبسون كوافي بيضا طاقيات والسلطان والجند يتزرون بثياب غير مخيطة يشد وسطه بثوب ويتزر باخر ويلبسون مع ذلك سراويلات .
ومن عداهم من الناس يقتصرون على شد الوسط والاتزار خاصة بلا لبس سراويل .
وربما لبس القمصان منهم بعض الفقهاء وأرباب النعم .
وأما ركوبهم الخيل فإنهم يركبونها بغير سروج بل يوطأ لهم على ظهورهم بجلود مرعزى حتى ملوكهم .
وأما سلاحهم فغالبه الحراب والنشاب .
الجملة السادسة في شعار الملك وترتيبه .
أما شعار الملك فقد جرت عادتهم أن الملك إذا ركب تقدم قدامة الحجاب والنقباء لطرد الناس ويضرب بالشبابة أمامه ويضرب معها ببوقات من خشب في رؤوسها قدون مجوفة ويدق مع ذلك طبول معلقة في أعناق