بسيفه من بلاد الأرمن ليقاتل بعلمه المنشور ويجتني من شجر المران جنى عسله المشور فكتبه له .
ثم قال وهم على ما هم عليه يدارون ملوك التتار وهو ومن سلف من أهل بيته مع ملوك مصر لا تغب المكاتبات بينهم ولا ينقطع بذل خدمته لهم وإقبالهم عليه واعتدادهم بموالاته .
قال في مسالك الأبصار وهم عصبة ذات أيد ويد وجيوش كثيرة العدد وهم أصحاب الحروب التي ضعضعت الجبال ولهم مع الأرمن وبلاد التكفور وقائع لا يجحدها إلا الكفور يتخطفهم عقبانهم القشاعم وتلتهمهم أسودهم الضراغم .
قال وهم أهل بيت ألقى الله عليهم محبة منه وإذا شاء أميرهم جمع أربعين ألفا .
ثم ذكر بعد ذلك بكلام طويل أنهم هم الذين كانوا ألفوا بين سلامش وبين المنصور لاجين وأنهم هم الذين لا يرتاب في رأيهم ولا يطعن في دينهم بل مهما ورد من جهتهم تلقي بالقبول وحمل على أحسن المحامل .
ثم قال وحكي عمن تردد إليهم وعرف ما هم عليه انهم رجال صدق وقوم صبر لا تستخف لهم حفيظة ولا ترد بحنقها لهم صدور مغيظة ولهذا أمراء الروم لا يطأون لهم موطئا بغيظ ولا يواطئون لهم عدة شهور في مشتى ولا مقيظ وما أحد ممن يحسدهم على ما اتاهم الله من فضله إلا من يستجيش عليهم بالتتار ويعدد عليهم عظام الذنوب الكبار ووقاية الله تكفيهم وحياطته عن عيون القوم تخفيهم ولذلك كان السلطان محمود غازان يقول أنا أطلب الباغي شرقا وغربا والباغي في ثوبي يرد أولاد قرمان وتركمان الروم ومع هذا لم يسلط عليهم .
وحكي عن الصدر شمس الدين عبد اللطيف أخي النجيب أنه قال يوما لولا الأكراد وأولاد قرمان وتركمان الروم دست بخيلي مغرب الشمس