الضرب الثاني من الألقاب المفردة المؤنثة ولتأنيثها سببان .
السبب الأول الجمع .
بأن يجمع شيء من الألقاب المذكرة المفردة أو المركبة فتنتقل من التذكير إلى التأنيث فإن الجموع كلها مؤنثة على ما هو مقرر في علم النحو ويتأتى ذلك في المطلقات مثل أن يجمع في صدر المطلق بين المقر الكريم والجناب الكريم والجناب العالي والمجلس العالي ثم يتبعها بالألقاب التي تليق بها مما يأتي ذكره فيأتي بتلك الألقاب مجموعة بلفظ التأنيث مفردة ومركبة مثل أن يكتب إلى المقر والجناب الكريمين والجنابات العالية والمجلس العالي الأميرية الكبيرية العالمية العادلية والمؤيدية الزعيمية العونية الغياثية المثاغرية المرابطية الممهدية المشيدية الظهيرية الكافلية الفلانية إعزاز الإسلام والمسلمين سادات الأمراء في العالمين أنصار الغزاة والمجاهدين زعماء الجيوش مقدمي العساكر ممهدي الدول مشيدي الممالك عمادات الملة أعوان الأمة ظهيري الملوك والسلاطين سيوف أمير المؤمنين ونحو ذلك .
وأعلم أن هذه الألقاب كلها من جملة الألقاب المفردة والمركبة المتقدم ذكرها فيستغنى عن بيان مشكلها وتعريف أحوالها هنا اكتفاء بما تقدم إلا أن من الألقاب المجموعة ما يقوم لفظ الإفراد مقامه بأن يكون اللقب اسم جنس مثل عضد ومجد ونحو ذلك مما لا يجوز جمعه لأنه يقصد به الجنس فيجوز للكاتب حينئذ أن يأتي بذلك بلفظ الجمع ولفظ الإفراد الذي معناه الجمع وقد أشار إلى ذلك القاضي شهاب الدين بن فضل الله في التعريف في الكلام على المطلقات فقال عند ذكره اعتضاد الملوك والسلاطين ويجوز فيه اعضاد الملوك وعضد الملوك إطلاقا للإفراد على الجمع