قال الربيع فأقبل علي بعض من حضر وقال والله ما رأيت مثل هذا تخلصا أرضى أمير المؤمنين ومدح الغلام وسلم من المهدي فالتفت إلي المنصور وقال يا ربيع لا ينصرف التميمي إلا بثلاثين ألف درهم .
ومن ذلك ما حكي أن رجلا دخل على المهدي ولي عهد المنصور فقال يا أمير المؤمنين إن أمير المؤمنين المنصور شتمني وقذف أمي فإما أمرتني أن أحلله وإما عوضتني فاستغفرت له قال ولم شتمك قال شتمت عدوه بحضرته فغضب فقال ومن عدوه الذي غضب لشتمه قال إبراهيم بن عبد الله بن حسن قال إن إبراهيم أمس به رحما وأوجب عليه حقا فإن كان شتمك كما زعمت فعن رحمه ذب وعن عرضه دفع وما أساء من انتصر لابن عمه قال فإنه كان عدوه قال فلم ينتصر للعداوة إنما انتصر للرحم فأسكت الرجل فلما ذهب ليولي قال لعلك أردت أمرا فلم تجد له ذريعة عندك أبلغ من هذه الدعوى قال نعم فتبسم وأمر له بخمسة آلاف درهم .
ومن ذلك ما حكي أن المنصور قال لبعض قواده صدق الذي قال أجع كلبك يتبعك فقال له أبو العباس الطوسي أما تخشى يا أمير المؤمنين أن يلوح له غيرك رغيفا فيتبعه ويدعك .
ومن ذلك ما يحكى أنه وفد أهل الحجاز من قريش على هشام بن عبد الملك بن مروان وفيهم محمد بن أبي الجهم بن حذيفة العدوي وكان أعظمهم قدرا وأكبرهم سنا فقال أصلح الله أمير المؤمنين إن خطباء قريش قد قالت فيك وأقلت وأكثرت وأطنبت وما بلغ قائلهم قدرك ولا