والجمع الحقيقي وقد أشار في صناعة الكتاب إلى بعض ذلك قال ابن شيث في معالم الكتابة وقد يتأدب الأدنى مع الأعلى فيأتي بالآية على نصها فيقول ( وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) فرارا من نون الجمع التي هي للعظمة قال وقد يقال في مكانها ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) ثم قال فأما للأعلى إذا كتب للأدنى فلا يخرج عن ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) ثم بعض الكتاب قد يكتب مع الحسبلة واوا بأن يكتب وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا معنى للواو هنا إذ لا علاقة بين الحسبلة وما قبلها حتى يسوغ العطف عليه فالواجب حذفها كما نبه عليه الشيخ جمال الدين بن هشام في ورقاته في الوراقة .
وأما موضع وضعها في الكتابة فقد اصطلحوا على أن يكتبوها سطرا واحدا بعد سطر الحمدلة والتصلية ويكون بينهما في البعد قدر ما بين إن شاء الله تعالى وبين السطر الآخر من البياض قال ابن شيث وموضعها ثلث السطر من الجانب الأيمن إلى حيث ينتهي .
واعلم أن الكتاب قد اصطلحوا على أن يكتبوا تحت الحسبلة صورة حاء لطيفة منكبة على هذه الصورة حر ولا معنى لها إذ هي في الأصل إشارة إلى الحسبلة نفسها وكأن بعض الكتاب كان يكتفي بها عن الحسبلة ثم التبس ذلك على بعض الكتاب فأثبتها مع الحسبلة على ظن أن فيها قدرا زائد عليها ويحتمل أنها إنما وضعت في الأصل لسد البياض كما يكتب بعض الدوائر لسد البياض أو الفصل بين الكلامين وغير ذلك