الصحراء فيأخذ الطين الأسود فيدقه وينخله فيترب به وقد صرح الرافعي وغيره من أصحابنا الشافعية أنه يحرم التتريب من جدار الغير ومعناه ظاهر لما فيه من الاغتصاب والاعتداء وقد سبق في المقالة الأولى في الكلام على الخط ذكر أنواع الرمل وأن من أحسنه رملا يؤتى به من صحراء ماردين فيه شذور صفر كشذور الذهب يلقى في الرمل الأحمر فيترب به الأمراء والوزراء ومن في معناهم .
الجملة الثانية في نظر الكاتب في الكتاب وتأمله بعد الفراغ منه .
قد نصوا على أنه إذا فرغ الكاتب من كتابة الكتاب ينبغي له أن يتأمله من أوله إلى آخره ويتتبع ألفاظه ويتأمل معانيه ويصلح منها ما لعله وهم فيه الفكر أو سبق إليه القلم ليسلم من قدح القادح وطعن الطاعن وقد تقدم في مقدمة الكتاب أن صاحب الديوان لا يكتفي بنظر الكاتب في ذلك بل يكله إلى نظر كاتب كامل ينصبه لذلك ثم يتأمله هو بنفسه بعد ذلك ليتنقح الكتاب ويتهذب