النظر وشكوى الفقر والخصاصة قال في مواد البيان فيبني القول على الإيجاز ويمزج الشكوى بالشكر والاعتداد بالآلاء والرغبة في مضاعفة الإحسان والزيادة في البر والإلحاق بالطبقة الرابعة في إيلاء العوارف فإن ذلك أعطف لقلب الرئيس وأدعى إلى بلوغ الغرض ولا يكثر شكوى الحال ورثاثتها واستيلاء الخصاصة والفقر عليه فإن ذلك يجمع إلى الإضجار والإبرام شكاية الرئيس بسوء حال مرؤوسه وقلة ظهور نعمته عليه وذلك مما يكرهه الرؤساء ويذمونه .
الثالث أن يكون ما يكتب به التابع إلى المتبوع من باب التنصل والاعتذار عن شيء قرف به عند رئيسه قال في مواد البيان فسبيله أن يبني كلامه على الاختصار ويعدل عن الإسهاب والإطناب ويقصد إلى النكت التي تزيل ما عرض عنده من الشبهة في أمره وتمحو الموجدة السابقة إلى ضمير رئيسه ولا يصرح ببراءة الساحة عن الإساءة والتقصير فإن ذلك مما يكرهه الرؤساء من أتباعهم لأن عادتهم جارية بإيثار اعتراف الخدم بالتقصير والتفريط والإقرار بالمقروف به ليكون لهم في العفو عند الإقرار موضع منة مستأنفة تستدعي شكرا وعارفة مستجدة تقتضي نشرا أما إذا أقام التابع الحجة على براءته مما قرف به فلا موضع للإحسان إليه في إقراره على منزلته والرضا عنه بل يكون ذلك قدرا واجبا له إن منعه إياه ظلمه وتعدى عليه .
الضرب الثاني ما يعمل فيه على البسط والإطناب .
وقد استحبوا البسط هنا في موضع واحد وهو ما إذا كان ما يكتب به