بعلائق الشكر ويحرسها بالتوفر على ما أفاد الإحماد وجميل الذكر وأدام علو أمير المؤمنين وأيدنا بعز دولته وبسط بالتمكين قدرته وحرس من الغير سلطانه وقرن بنفاذ الأمر يده ولسانه ولا أخلاه من ولي ينشيه ويصنعه وشكور يعليه ويرفعه وعزم يحمد أثره ويرتضيه ورأي بالتوفيق يبرمه ويمضيه ووفقني من القيام بحقوق خدمته والتمسك بفرائض طاعته والمعرفة بمواقع اصطناعه وتفضله والاعتداد بمنح إنعامه وتطوله لما يستزيدني من أياديه وآلائه ويحرس علي مكاني من جميل آرائه إنه جواد كريم .
وقد آذنت من بعد وقرب برفع أمير المؤمنين أدام الله بسطته ذكري عن تعريف الاسم بنباهة الكنية وإصدار ذلك إلى الأسماع من شريف عبارته والإذن فيه لسائر من يذكرني بحرضته زاد الله في جلالتها وتقدمت بإثبات ذلك على عنوانات الكتب امتثالا لأمره وأخذا بإذنه ووقوفا عند رسمه عارفا قدر النعمة والموهبة فيه واعتددت بما أعلمنيه أمير المؤمنين من نيابة فلان عبده وما توخاه من محمود السفارة وحسن الوساطة ووجدت ما يجمعني وإياه من الإخلاص في ولاء أمير المؤمنين أقرب الأنساب وأوكد الأسباب في تأكد الألفة وتثبيت قواعد الطاعة والله يحرس أمير المؤمنين في كافة رعيته وخاصة أوليائه وصنائع دولته من اختلاف الآراء وتشذب الأهواء ويعينني من النهوض بمفترضات أياديه وواجبات ما يسديه إلي ويوليه على ما قرب منه وإليه وأزلف عنده ولديه بمنه ومشيئته وحوله وقوته .
الحالة الثانية من مكاتبات الملوك إلى خلفاء بني العباس ما كان عليه الأمر في آخر دولتهم ببغداد .
والحال فيه مختلف فتارة يفتتح بالدعاء للديوان العزيز وتارة بالدعاء لما يعود عليه وتارة بالصلاة وتارة بالسلام وربما افتتحت المكاتبة بآية من القرآن الكريم مناسبة للحال