الكتاب نهنئكم بما سناه الله لمجدكم الرفيع من حسن الصنيع ونقرر ما عندنا من الود الكريم والحب الصميم ونستفهم عن أحوال أخوتكم لنكون من علمها على السنن القويم وحتى لا تزال الأسباب متصلة والمودة جديدة مقتبلة ولولا العوائق المانعة والشقة البعيدة الشاسعة والأمواج المترامية المتدافعة لم نغب المخاطبة ولوصلنا المراسلة والمكاتبة ومجدكم يقبل الأعذار الصحيحة بمقتضى كماله ومعهود إفضاله والله تعالى يصلح بكم الأحوال ويسكن الأهوال ويبلغكم من فضله الآمال .
وغرضنا أن تعرفونا بما لديكم من المتزيدات والصنائع المتجددات وبما عندكم من أحوال محل أبينا وصل الله عوائد النصر لسلطانه وتكفل بإعلاء أمره وتمهيد أوطانه .
وقد كتبنا إليه صحبة هذا كتابا غرضنا من أخوتكم الطاهرة أن يصل إل حضرته العلية تحت عنايتكم ووصاتكم والرعاية التي تليق بذاتكم وهو سبحانه يصل سعدكم ويحرس مجدكم ويحفظ ولاءكم الكريم وودكم والسلام الكريم عليكم ورحمة الله وبركاته .
الأسوب الثاني أن تفتتح المكاتبة باسم المكتوب إليه أو المكتوب عنه وهو على ضربين .
الضرب الأول أن تفتتح المكاتبة باسم المكتوب إليه تعظيما له .
والرسم فيه أن يقال إلى فلان وينعت بما يليق به ثم يؤتى بالسلام ويقال أما بعد ويؤتى بخطبة ثم يقال فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم كذا وكذا من موضع كذا ويتخلص إلى المقصود بلفظ وإلى هذا ويؤتى على المقصود إلى آخره ويختم بالسلام .
كما كتب ابن الخطيب عن سلطانه ابن الأحمر إلى الأمير يلبغا العمري