مزيد سعدكم وميضه خافق علمه وودكم ثابت في مواقف الخلوص قدمه .
وقد اتصل بنا ما كان من دخول حضرة بجاية حرسها الله في طاعتكم وانتظامها في سلك جماعتكم وانقطاعها إلى عصمتكم وتمسكها بأزمتكم وعقدكم منها ومن أختها السابقة الذمام الخليقة بمزيد الاهتمام على عقيلتي الأقطار التي لا يجمع بينهما إلا ملك همام وخليفة إمام ومن وضحت من سعادته أحكام وشهرت بعناية الله له أدلة واضحة وأعلام ومن جمع الله له بين البر المتراكض الخيول والجيش المتدافع السيول والخصب الذي تنضي مواجده المستنجزة ظهور الخيول وبين البحر الشهير بنجدة الأسطول وإنجاز وعد النصر الممطول ومرسى السفن التي تخوض أحشاء البحار وتجلب مرافق الأمطار والأقطار وتتحف على النأي بطرف الأخبار .
بجاية وما بجاية دار الملك الأصيل العتيق وكرسي العز الوثيق والعدة إذا توقعت الشدة كم ثبتت على الزلزال وصابرت مواقف النزال أمطاكم السعد صهوتها وأحلكم التوفيق ربوتها من غير مطاولة حصار ولا استنفاد ذي وسع واقتدار ولا تسور جدار فأصبحت دولتكم السعيدة تتفيأ جنى الجنتين وتختال في حلتين وتجمع بفتيا السيوف المالكية بين هاتين الأختين أوزعكم الله شكرها من نعمة جلت مواهبها ووضحت مذاهبها وصنيعة بهرت عجائبها .
وإذا كانت عقائل النعم تخطب أكفاءها وموارد المنن تعرض على الوراد صفاءها فأنتم أهلها الذين لكم تذخر وبمن دونكم تسخر فإنكم تميزتم بخصال العفاف والبسالة والحسب والجلالة وأصبحتم في بيتكم صدرا وفي هالة قومكم بدرا مواقفكم شهيرة وسيرتكم في الفضل لا تفضلها سيرة ونحن