الناهض وفي ضلالهم الفاضح أبصر منا لهدانا الواضح والله در جرير حيث يقول .
( إن الكريمة ينصر الكرم ابنها ... وابن اللئيمة للئام نصور ) فالبدار إلى النجدة البدار والمسارعة إلى الجنة فإنها لن تنال إلا بإيقاد نار الحرب على أهل النار والهمة الهمة فإن البحار لا تلقى إلا بالبحار والملوك الكبار لا يقف في وجوهها إلا الملوك الكبار .
( وما هي إلا نهضة تورث العلا ... ليومك ما حنت روازم نيب ) ونحن في هذه السنة إن شاء الله تعالى ننزل على أنطاكية وينزل ولدنا الملك المظفر أظفره الله على طرابلس ويستقر الركاب العادلي أعلاه الله بمصر فإنها مذكورة عند العدو خذله الله بأنها تطرق وأن الطلب على الشام ومصر تفرق ولا غنى عن أن يكون المجلس السيفي أسماه الله بحرا في بلاد الساحل يزخر سلاحا ويجرد سيفا يكون على ما فتحناه قفلا ولما لم يفتح بعد مفتاحا فإنه ليس لأحد ما للأخ من سمعة لها في كل مسمع سمعه وفي كل روع روعه وفي كل محضر محضر وفي كل مسجد منبر وفي كل مشهد مخبر فما يدعى العظيم إلا للعظيم ولا يرجى لموقف الصبر الكريم إلا الكريم والأقدار ماضية وبمشيئة الله جارية فإن يشإ الله ينصر على العدو المضعف بالعدد الأضعف ويوصل إلى الجوهر الأعلى بالعرض الأدنى فإنا لا نرتاب بأن الله ما فتح علينا هذه الفتوح ليغلقها ولا جمع علينا هذه الأمة ليفرقها وأن العدو إن خرج من داره بطرا ودخل إلى دارنا كان فيها جزرا وما بقي إن شاء الله تعالى إلا أموال تساق إلى ناهبها ورقاب تقاد إلى ضاربها وأسلحة تحمل إلى كاسبها وإنما نؤثر أن لا تنطوي صحائف الحمد خالية من اسمه ومواقف الرشد خاوية من عزمه ونؤثر أن يساهم آل أيوب في ميراثهم منه مواقع الصبر ومطالع النصر فوالله إنا على أن نعطيه عطايا الآخرة الفاخرة أشد منا حرصا على أن نعطيه عطايا الدنيا القاصرة وإنا لا يسرنا أن ينقضي عمره في قتال غير الكافر ونزال غير