الولاء محمول على قدرته لا على ما أراد فوثق بهذه القضية وأنفذ إلى المقام الشريف على يد موصلها هذه الهدية راغبا إلى إنعامه في بسط عذره وحمله على شروط المحبة طول دهره وتصريفه بين أوامره الممتثلة ومراسيمه المتقبلة والمسؤول الإتحاف بالمهمات والمراسيم الشريفة شرفها الله تعالى وعظمها .
ونوضح لعلمه الكريم ما أفاء الله به علينا من النصر الذي خفقت بنوده وأشرقت سعوده وبرقت سيوفه في رقاب المارقين واطردت في راياته المآرب فتناولها باليمين ( نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين ) وفتح القلاع والمصانع والاستيلاء على المرابع والمزارع واستئصالنا شأفة المارقين واسترجاع حصن قاف المحروس بعد طول مكثه تحت يد العرب فكم من كمي مقتول وأسير مكبول وحصان ترك سبيلها ورب حصان كثر عليه عويلها فخربنا المعاقل وأطلقنا العقائل وأوطناهم الحميم ( وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكميم ) وغير ذلك مما أرسلنا على يد المجلس البرهاني والأمير افتخار الدين فاخر الدوادار لقضاء بعض الحوائج الطارئة من الديار المصرية ألف وأربعمائة وسبعون قطعة من أصناف البهار وسبع قطع حرير والمستمد من إحسان المقام الشريف العالي بروز أمره الأشرف العزيز النافذ المطاع انفذه الله تعالى شرقا وغربا وأمضاه بعدا وقربا في قضاء حوائجهما وسرعة تجهيزهما وقفولهما إلى يمن اليمن وعز تعز قريبا .
وبعد فإن الجلالة والاحترام بهما دوام الموالاة وتوفير الحرمات بل هي أعظم الكرامات والمسؤول من المقام الشريف الظاهري أعز الله تعالى انصاره وضاعف اقتداره بروز أمره الأشرف إلى النواب بمصر المحروسة وثغر